بسم الله الرحمن الرحيم

Jumat, 30 Oktober 2009

مرتكب الكبيرة عند المتكلمين

مرتكب الكبيرة عند المتكلمين (الخوارج و المعتزلة و المرجئة و أهل السنة والجماعة)

دادين ربي الرحمن

مقدمة

القضايا الكلامية كثيرة اختلاف عند المتكلمين, منها قضية مرتكب الكبائر. هذه القضية تجعل الآراء المتنوعة بالبراهين الكثيرة, منها عن تكفير مرتكب الكبيرة و خلوده في النار وغير ذلك. ومن فرق الكلام الذين يشتركون بهذه القضية منها الخوارج والمرجئة والمعتزلة و أهل السنة والجماعة. بل من تلك فرق الكلام اختلاف بين أتباعهم. ولذلك الباحث سيبين آراء الكلام عن مرتكب الكبيرة. وهذا البحث يبين الباحث في النقاط التالية:

1. ما هي الكبيرة؟

2. كيف رأي الخوارج في مرتكب الكبيرة والردود عليها؟

3. كيف رأي المرجئة في مرتكب الكبيرة والردود عليها؟

4. كيف رأي المعتزلة في مرتكب الكبيرة والردود عليها؟

5. كيف رأي أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة؟

6. الإستنتاج

7. الإختتام

ومن أهداف هذاالبحث منها:

1. لاستيفاء بعض المطلبات في مادة علم الكلام

2. لزيادة فهم الباحث خاصة والقارئين عامة

3. لفهم آراء الكلام في مرتكب الكبيرة

4. لمقارنة الآراء بين رأي فرقة و آراء فرق أخرى

تعريف الكبائر

الكبائر جمع كبيرة, ضد صغيرة. والمقصود من هاتين الكلمتين (الكبيرة والصغيرة) يعنى نوعان من الإثم. كما عرفنا أن في القرآن تذكر أسماء الإثم بأسماء متعددة, كالإثم والذنب والخطأ و السيئة. الكبائر تذكر في القرآن مرتين, يعني في سورة الشورى الآية السابعة و ثلاثين وسورة النجم الآيةالثانية و ثلاثين. الكبائر لغة الكبر يعني الإثم الكبير, وما وعد الله عليه النار. والكبرة كالكبر: التأنيث على المبالغة. قال الله تعالى في القرآن الكريم: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)[1]. وفي الأحاديث ذكر الكبائر في غير موضع. واحدتها كبيرة, وهي الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها[2] شرعا لعظيم أمرها, كالقتل والزنا والفرار من الزحف, وغير ذلك.

الكبائر اصطلاحا عدة تعاريف. اختلف العلماء في الكبائر على أقوال, فقيل: سبعة, وقيل سبعة عشر. وقيل: مااتفقت الشرائع على تحريمه. وقيل: ما يسد باب معرفة بالله. وقيل: ذهاب الأموال و الأبدان. وقيل: سميت كبائر بالنسبة و الإضافة إلى ما دونها. وقيل: لا تعلم أصلا. أو: أخفيت كلبلة القدر. وقيل: إنها إلى السبعين أقرب. وقيل: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة. وقيل: إنها ما يترتب عليها حد أو توعد عليها بالنار أو اللعنة أو الغضب.[3] وقال ابن حجر العسقلني في "الفتح الباري", قال[4]: قال الرافعي في "الشرح الكبير" على أن الكبيرة هي الموجبة للحد, وقيل: ما يلحق الوعيد بصاحبه بنص كتاب أو سنة. وقال الماوردي في " الحاوي" أنها هي ما يوجب الحد, أو توجه إليه الوعيد. وقال البغوي في "التهذيب" هي كل ما يوجب الحد من المعاصي فهو كبيرة, وقيل: ما يلحق الوعيد بصاحبه بنص كتاب أوسنة. وقال ابن عبد السلام: لم أقف على ضابط للكبيرة –يعني يسلم من الإعتراض- والأولى ضبطها بما يشعر بتهاون مرتكبها, إشعار أصغر الكبائر المنصوص عليها. قال: وضبطها بعضهم بكل ذنب قُرن به وعيد أو لعن. وقال ابن الصلاح: لها أمارات: منها إيجاب الحد, ومنها الإيعاد عليها بالعذاب بالنار ونحوها في الكتاب أوالسنة, ومنها وصف صاحبها بالفسق, ومنها اللعن.

أخرج إسماعيل القاضي بسند فيه ابن لهيعة, عن أبي سعيد مرفوعا: الكبائر كل ذنب أدخل صاحبه النار. وبسند صحيح عن الحسن البصري, قال: كل ذنب نسبه الله تعالى إلى النار فهو كبيرة.[5] وقال القرطبي في "المفهم" أن الكبيرة هي كل ذنب أطلق عليه بنص كتاب أو سنة أو إجماع: أنه كبيرة أو عظيم أو أخبر فيه بشدة العقاب أو علق عليه الحد أو شدد النكير عليه فهو كبيرة. وعلى هذا فينبغي تتبع ما ورد فيه الوعيد أو اللعن أو الفسق من القران أو الأحاديث الصحاح و الحسان على أنه كبيرة, فمهما بلغ مجموع ذلك عرف منهتحرير عدد ها. من تلك التعاريف, نأخذ المعنى أن الكبيرة هي كل ما نهى الله ورسوله المكتوب في القران الكريم والسنة الصحيحة والآثار من السلف الصالح.[6] الكبيرة هي كل معصية فيها حد في الدنيا, أو وعيد فى الآخرة, أو ورد فيها وعيد بنفي الإيمان, أو لعن أو تبرؤ أو ليس منا. وقال ترجمان القران عبد الله بن عباس رضي الله عنه: لا كبيرة مع استغفار , ولا صغيرة مع إصرار.[7]

من هنا نعرف أن الذنوب أو الآثام نوعان, الأول الكبائر و الثاني الصغائر. ولكن تحت الكبيرة لا يوجد صغيرة فقط, ولكنه هناك كبيرة, وهناك أصغر من الصغيرة وهي اللم _إرتكاب الذنب_[8] وما دام الله تعالى يقول: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً)[9]. قال ابن كثير في تفسيره, أي: إذا اجتنبتم كبائر الآثام التي نهيتم عنها ( كفرنا عنكم صغائر الذنوب) وأدخلناكم الجنة, ولهذا قال: (وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً).[10]

ذهب العلماء على تعيين عدد الكبائر متنوعة. منها ما قاله الإمام محمد متولى الشعراوي أن عدد الكبائر في القران ستة عشر كبيرة[11], منها:

1. الشرك بالله, كما قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)[12] و (..إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)[13]

2. اليأس من روح الله, كما قال تعالى: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)[14]

3. أمن مكر الله, كما قال تعالى: (أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)[15]

4. عقوق الوالدين, كما قال تعالى: (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً)[16]

5. قتل النفس, كما قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)[17]

6. قذف المحصنات الغافلات من المؤمنات, كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[18]

7. أكل الربا, كما قال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ..)[19]

8. الفرار يوم الزحف, كما قال تعالى: (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)[20]

9. أكل مال اليتيم, كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً)[21]

10. الزنا, كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً)[22]

11. شهادة الزور و كتم الشهادة, كما قال تعالى: (وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)[23]

12. اليمين الغموس[24] وهو أن يحلف الإنسان على شيئ ملض فعله وهو لم يفعله, أو لم يفعله وقد فعله, كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[25]

13. الغلول, كما قال تعالى: (َمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)[26]

14. شرب الخمر, كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[27]

15. ترك الصلاة, لأن الله قال: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)[28]

16. نقض العهد و قطع الرحم, كما قال تعالى: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[29]

وقال الذهبي في " الكبائر وتبيين المحارم" أن الكبائر ستة و سبعون[30] إما تبيين من القرآن و الحديث. المثال منها كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكبائر سبع, أولها الإشراك بالله ثم قتل النفس بغير حقها و أكل الربا وأكل مال اليتيم إلى أن يكبر والفرار من الزحف ورمي المحصنات والإنقلاب إلى الأعراب بعد الهجرة).[31]

أقوال المتكلمين في مرتكب الكبيرة

آراء المتكلمين من الخوارج و المرجئة والمعتزلة و أهل السنة والجماعة و غير ذلك متنوعة. منهم من يكفر صاحبها و الخلود في النار و بعضهم عكسها. والبيان عنها كما سيأتي:

1. رأي الخوارج في مرتكب الكبيرة و الردود عليها

الخوارج كما قال الشهرستاني هم كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه سواء كان الخروج أيام الصحابة على الخلفاء الراشدين أو كان بعدهم على التابعين أو على الأئمة في كل زمان.[32] من علامته الواضحة صفة متشددة في تعيين مسائل الأحكام. وهذه الصفة ظاهرة في تكفيرهم على مرتكب الكبيرة. هم ينظرون من يشاركون في التحكيم كمثل علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان و عمرى بن العاص و أبو موسى الأشعري هم كافرون بقوله تعالى: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)[33]. وقد يتوهمون في بعض الأخيار أنه من أهل الكبائر, كما تتوهم الخوارج في عثمان و علي و أتباعهما أنهم مخلدون في النار, كما يتوهم بعض ذلك في مثل معاوية و عمرو بن العاص و أمثالهما.[34] ولذلك أنهم يرون أن المسلم الذي يعمل كل ذنب أو ذنب كبير كافر في الدنيا وهو في الآخرة إذا مات و لم يتب من كبائره مخلد في النار,[35] ويعذب عذاب الكافرين.[36] بل الخوارج يقولون أن مرتكب الكبيرة يخرج من الإيمان و يدخل في الكفر.[37]

بنى الخوارج مذاهبهم على مقدمتين باطلتين:

احداهما: أن فلانا من أهل الكبائر.

والثانية: أن كل صاحب الكبيرة يخلد في النار.

وكلا القولين باطل. و أما الثاني فباطل على الإطلاق, وأما الأول فقد يعلم بطلانه, وقد يتوقف فيه.[38] ومن قال عن معاوية وأمثاله, -ممن ظهر إسلامه و صلاته و حجه و صيامه- أنه لم يسلم, وأنه كان مقيما على الكفر: فهو بمنزلة من يقول ذلك في غيره, كما لو ادعى مدع ذلك في عباس و جعفر و عقيل و في أبي بكر و عمر و عثمان. وكما لو ادعى أن الحسن و الحسين ليسا ولدي علي بن أبي طالب, إنما هما أولاد سلمان الفارسي, ولو ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج ابنتي أبي بكر و عمر, ولم يزوج بنتيه عثمان, بل إنكار إسلام معاوية أقبح من إنكار هذه الأمور, فإن منها ما لا يعرفه إلا العلماء. وأما إسلام معاوية وولايته على المسلمين و الإمارة والخلافة, فأمر يعرفه جماهير الخلق, ولو أنكر منكر إسلام علي أو ادعى بقاءه على الكفر, لم يحتج عليه إلا بمثل ما يحتج به على من أنكر إسلام أبي بكر و عمر و عثمان و معاوية و غيرهم, وإن كان بعضهم أفضل من بعض, فتفاضلهم لا يمنع اشتراكهم في ظهور إسلامهم.[39]

وإذ الخوارج يكفرون المسلم الذي يعمل الكبيرة كفرا ينقل عن الملة لكان مرتدا يقتل على كل حال, ولا يقبل عفو ولي القصاص, ولا تجري الحدود في الزنا و السرقة و شرب الخمر و رمي المحصنات بالزنا بدون البينة. و الآيات الكريمة قد بينوا عن عفو ولي القصاص للقاتل, كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ."[40] وعن حد الزنا, كما قال تعالى: " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ."[41] وعن حد السرقة, كما قال تعالى: " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ."[42] وعن حد رمي المحصنات بالزنا بدون البينة, كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ."[43] ونصوص الكتاب السابقة وكذلك في السنة والإجماع تدل على أن الزاني والسارق والقاذف لا يقتل, بل يقام عليه الحد, فدل على أنه ليس بمرتد.[44]

وغلط الخوارج أيضا يظهر في قولهم عن خلود مرتكب الكبيرة في النار, حينما نقرأ قول الرسول الذي بين عن دخول أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجنة ولو كانت يعملون السيئات إذا اجتنبت الشرك, كما ثبت من حديث أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني آت من ربي فأخبرني_ أو قال: بشرني_ أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. فقلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق."[45] وكذلك بقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الله عز وجل يخرج من النار قوما بعد أن امتحشوا فيها وصاروا حمما."[46]

والآخر, أن تكفير الخوارج على من يرتكب الكبيرة قد حذر منه الشرع وامتنع السلف من إطلاقه. حينما تكفر الخوارج الآخرين, فكان ذلك يجد التحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما يقال في الحديث من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يكفر رجل رجلا إلا باء به أحدهما فإن كان كافرا أنه لكما قال, وإن كان مسلما فقد كفر بتكفيره أيّاه. وفي رواية أخرى, من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: : أنّ أخوف ما أخاف عليكم رجل آتاه الله علما بالقرآن, حتى إذا عرف الإسلام, ورأى عليه بهجته اخترط سيفه فضرب به جاره, ورماه بالكفر. قالوا: يا رسول الله, أيهما أولى بالكفر, الرامي أو المرمي به؟ قال: بل الرامي."[47]

2. رأي المرجئة في مرتكب الكبيرة و الردود عليها

قال الإمام القرطوبي في بيان المراد بالمرجئة: إن قال قائل: ومن المرجئة وما صفتهم؟ قيل: إن المرجئة هم قوم موصوفون بإرجاء أمر مختلف فيما ذلك الأمر. ثم قال: الصواب من القول في المعنى الذي من أجله سميت المرجئة مرجئة أن يقال: أن الإرجاء معناه ما بينا قبل من تأخير الشيئ.[48] فمؤخر أمر علي و عثمان رضي الله عنهما إلى ربها وتارك ولايتهما والبراءة منهما مرجئ أمرها فهو مرجئ. و مؤخر العمل والطاعة عن الإيمان مرجئهما عنه فهو مرجئ.[49] وقال الإمام سفيان بن عيينة كما رواه عنه الطبري أن الإرجاء على الوجهين. الأول, قوم أرجوا أمر علي و عثمان فقد مضى أولئك. الثاني, المرجئة اليوم فهم قوم يقولون: الإيمان قول بلا عمل فلا تجالسوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم.[50]و بعبارة أخرى أن المرجئة هي الجماعة التى تأخر العمل عن النية والعقد, وأشهر كلامهم "لاتضر مع الإيمان معصية, كما لا تنفع مع الكفر طاعة." ومعنى هذا أن المؤمن إذا عمل المعصية لا تؤثر على إيمانه أبدا, لأن العمل لايدخل في الإيمان عندهم إلا مجرد الإقرار والمعرفة فقط, وكذلك موقف الإيمان مبني لا يزيد ولا ينقص. وبخلاف ذلك بأن الكفار إذا عملوا الصالحات أو الطاعة لا تنفعهم أبدا, لأنهم ليسوا من المؤمنين.[51] وقيل أيضا أن الإرجاء هو تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة, فلا يقضى عليه بحكم ما في الدنيا, من كونه من أهل الجنة أو من أهل النار.[52]

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم, أنه قال: "لعنت المرجئة على لسان سبعين نبيا." قيل: من المرجئة يا رسول الله؟ قال: "الذين يقولون الإيمان كلام." يعني الذين زعموا أن الإيمان هو الإقرار وحده دونه غيره.[53] والحقيقة أن الإيمان تصديق بالقلب و إقرار باللسان و عمل بالأركان أو الجوارح. فليس الإيمان مجرد اعتقاد القلب أو نطق اللسان وإنما لابد أن تصدقه الجوارح. والإيمان يزيد و ينقص كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الإيمان يزيد و ينقص, فجددوا إيمانكم." والإيمان يزيد أو ينقص باعتبار العمل, إن كانت الأعمال الصالحة يعملها المسلم كثيرة ودواما فكان الإيمان زيادة, وإلا عكسها, كما قال الله تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ."[54] وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا ؟ قَالَ : أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ."[55] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر المرجئة في قوله الواضح من حديث أنس بن مالك, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القدرية و المرجئة مجوس هذه الأمة, فإن مرضوا فلا تعودهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم."[56]

3. رأي المعتزلة مرتكب الكبيرة و الردود عليها

المعتزلة فرقة كلامية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري (80-131 هجرية) في البصرة, في أواخر العصر الأموي, وقد ازدهرت في عصر العباسي. اعتمدت المعتزلة على العقل في تأسيس عقائدهم و قدموا على النقل. وقالوا أن العقل والفطرة السليمة قادران على تمييز الحلال من الحرام بشكل تلقائي. وذلك كما بينها القاضي عماد الدين عبد الجبار في "فضل الإعتزال وطبقات المعتزلة" اعتبار العقل الأصل الأول في الإيمان والحياة, حتى قبل القرآن الكريم و السنة النبوية بقوله " لأن به يميز بين الحسن و القبيح, ولأن به يعرف الكتاب حجة, وكذلك السنة و الإجماع.[57]

ذهبت المعتزلة عن مرتكب الكبيرة على أنه ليس مؤمنا ولا كافرا ولكنه في منزلة بين المنزلتين وهو الفاسق. والفاسق من أهل الملة ليس بمؤمن ولا كافر وبه سميت المعتزلة.[58] ويوضح واصل بن عطاء رأيه هذا قوله: "إن الإيمان خصال خير إذا اجتمعت سمي المرء مؤمنا, وهو اسم مدح, والفاسق يستجمع خصال الخير ولا استحق اسم المدح فلا يسمى مؤمنا, وليس هو بكافر أيضا, لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه لأوجه إنكارها, ففاعل الكبيرة يشبه المؤمن في عقمد (عقيدته) ولا يشبه في عمله, ويشبه الكافر في عمله ولا يشبه في عقيدته, فهو في منزلة بين المنزلتين.[59] ولكن إذا مات مرتكب الكبيرة على كبيرة من غير توبة فهو من أهل النار, خالدا فيها. إذ ليس في الآخرة إلا فريقان, فريق في الجنة و فريق في النار, لكنه يخفف عنه العذاب وتكون دركته فوق دركة الكفار.[60]

المعتزلة ترون أن الإيمان عقيدة و عمل, فليس الإيمان مجرد اعتقاد القلب أو نطق اللسان وإنما لابد أن تصدقه الجوارح. ومن ثم فإن مرتكب الكبيرة بعمله الشر فقد فقد الإيمان, يقول الرسول: "لا إيمان لمن لا أمانة له, لا يزني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن."[61] فإن الإيمان عند المعتزلة يقترن بالعمل الصالح وينطوى عليه. ومن ثم فإن آيات كثيرة يقترن فيها الإيمان العمل الصالح, كقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ."[62] فلا دين بلا أخلاق كما لا إيمان بلا عمل صالح. ومن ثم فإن الألزام ما يقتضيه الإيمان اجتناب الكبائر, على أن ذلك وحده لا يكتفي كي يسمى المرء مؤمنا, وإن كان هذا أقل قدلا يقتضيه الإيمان كما يرى النظام, ولكن يشترط معظم المعتزلة أداء الطاعة وفعل الخيرات.[63] إذن عند المعتزلة, إذا فقد من مرتكب الكبيرة الإيمان فهو بذلك مستحق خلود النار.[64]

في الحقيقة, المسلم الذي يعمل الكبيرة لا يخرج من الإيمان و الإسلام, ولا يدخل في الكفر, ولا يستحق الخلود في النار مع الكافرين, ولكن هذاالمسلم مازال مؤمنا ناقص الإيمان, ولم يخلد في النار. هذا الرأي موجود في قول علي بن أبي طالب لأصحاب معاوية عند معركة صفين. روى عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: شهدت صفين وكانوا لا يجهزون على جريح, ولا يطلبون موليّا, ولا يسلبون قتيلا. وقال عقبة بن علقمة اليشكري: رأيت عليا رضي الله عنه وشهدت معه صفين فأتي بخمسة عشر أسيرا من أصحاب معاوية رضي الله عنه فكان من مات منهم غسّله وكفّله وصلّى عليه. وعن أبي أسامة قال: قال رجل لسفيان: أشهد على الحجّاج وعلى أبي مسلم أنهما في النار. قال: لا, إذا أقرّا بالتوحيد.[65]

4. مرتكب الكبيرة عند أهل السنة و الجماعة

أهل السنة متفقون كلهم على أن مرتكب الكبيرة لا يكفر كفرا ينقل عن الملة بالكلية, كما قالت الخوارج, إذ لو كفر كفرا ينقل عن الملة لكان مرتدا يقتل على كل حال, ولا يقبل عفو ولي القصاص, ولا تجري الحدود في الزنا و السرقة و شرب الخمر. وأهل السنة متفقون على أنه لا يخرج من الإيمان و الإسلام, ولا يدخل في الكفر, ولا يستحق الخلود في النار مع الكافرين, كما قالت المعتزلة. و أهل السنة أيضا متفقون على أن مرتكب الكبيرة يستحق الوعيد المرتب على ذلك الذنب, كما وردت به النصوص.[66]

رأى الإمام أحمد بن حنبل في مرتكب الكبيرة كما رأى الفقهاء قبله, يعنى أبو حنيفة و مالك و الشافعى على أن العاصي مرجأ أمره إلى الله, إن شاء عذبه و إن شاء عفا عنه. وهو بهذا يعتمد على النص الديني في تقرير هذه القضية. ويخالف الطوائف الأخرى التي ذهبت في ذلك مذاهب تخالف النصوص الدينية كالخوارج و المعتزلة و المفرطين من المرجئة الذين يقولون: " لاتضر مع الإيمان معصية, كما لا تنفع مع الكفر طاعة". ولذلك يؤكد الإمام أحمد في مسئلة مرتكب الكبيرة على التفويض التام لمشيئة الله. و أن العمل الصالح لا يوجب الجنة إلا بعدل الله. و أن العمل الصالح لا يدخل صاحبه النار على سبيل الإلزام اللهم إلا بفضل الله. ويقول الإمام لما يذهب إليه: لا تشهد على أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بالجنة ولا بالنار, نرجو للصالح و خاف على المسيئ المذهب, ونرجو له رحمة الله, ومن لقي الله بذنبه تائبا غير مصير عليه, فإن الله يتوب عليه و يقبل التوبة عن عباده, ويعفو عن السيئات ومن لقيه وقد أقيم عليه حد في الدنيا عن الذنوب التي قد استوجب بها العقوبة, فأمره إلى الله, إن شاء عذب وإن شاء غفر له.[67]

ويتضح من هذا أن الإمام أحمد صريح في رأيه و خصوصا في حكم مرتكب الكبيرة, إلا أنه يصره في موضع آخر عن دستور الإيمان بقوله: "لا يكفر أحد من أهل التوحيد, وإن عملوا بالكبائر",[68] وذلك ماعدا الشرك كما دلت عليه الآية الكريمة: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً."[69] هذاالقول موافق بقول ابن تيمية أنه يقول: وأما صاحب الكبيرة, فسلف الأمة و أئمتها و سائر أهل السنة و الجماعة لا يشهدون له بالنار, بل يتجوزون أن الله يغفر له, كما قال تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً."[70] فهذه في حق من لم يشرك, فإنه قيدها بالمشيئة. وأما قوله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ",[71] فهذا في حق من تاب, ولذلك أطلق وعم.[72]

الإستنتاج

استنتاجا لما مر بنا في هذا البحث المتواضع, يود الباحث تلخيص الأمور الآتية:

1. إن الكبيرة هي كل معصية فيها حد في الدنيا, أو وعيد فى الآخرة, أو ورد فيها وعيد بنفي الإيمان, أو لعن أو تبرؤ أو ليس منا, ولا كبيرة مع استغفار , ولا صغيرة مع إصرار.

2. حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج كافر في الدنيا و مخلد في النار ويعذب عذاب الكافرين في الآخرة

3. حكم مرتكب الكبيرة عند المعتزلة ليس بمؤمن ولا كافر ولكن فاسقا في الدنيا مخلد في النار ويعذب عذاب فوق دركة الكافر في الآخرة.

4. حكم مرتكب الكبيرة عند المرجئة مؤمن كامل الإيمان في الدنيا و يدخل الجنة في الآخرة.

5. حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة والجماعة مؤمن ناقص الإيمان في الدنيا و في الآخرة إن شاء الله عذّبه وإن شاء عفا عنه.

اختتام

قضية مرتكب الكبيرة قضية مهمة للتعريف. إذن, على المسلمين حاجة ماسة إلى دراسة متعمقة في معرفة حقيقة قضية مرتكب الكبيرة و بذل مجهود لكشف انحرافات الفرق الكلامية الضلالة عنها. التحكيم على من يرتكب الكبيرة يحتاج البراهين البينة النقلية والعقلية بدون اشتراك الهوى و الشهوات و الشبهات وحاجة الفرد أو الفرقة. إذن علينا المسلمين من أهل السنة والجماعة أن نعرف حقيقة عقيدتنا في هذه القضية و انحراف عقيدتهم الضلالة. والحمد لله الذي فرق بين الحق و الباطل. نسأل الهدى والتقى والرشاد والثبات والإستقامة في سبيلك المستقيم. اللهم آمين, وصلى الله على النبي الكريم محمد و على أزواجه وذرياته وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

قائمة المرجع و المصادر:

ü ابن منظور,جمال الدين محمد بن مكرم, لسان العرب, 1994 ج: 1

ü الجبرين, عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن, المنحة الإلهية في تهذيب شرح الطحاوية, أعده و خرج أحاديثه وعلق عليه عبد الآخر حماد الغينمي, دار الصحابة, 1995

ü العسقلني, الحافظ ابن حجر, فتح الباري, ج: 12

ü الذهبي, الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز, الكبائر وتبيين المحارم, مكتبة دار التراث, 1998

ü الشعراوي, الإمام محمد متولى, الكبائر, دار الندوة

ü الدمشقي, الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير, تفسير القران العظيم, مكتبة قرطبة, 2000, ج: 1

ü الشهرستاني, أبو الفتح محمد عبد الكريم بن أبي بكر أحمد, الملل و النحل, تحقيق أحمد سيد كيلاني, مكتبة محمد محمود الحلبي: القاهرة, 1977, ج: 1

ü الحراني, شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية, مجموعة الفتاوى, اعتنى بها و خرج أحاديثها عامر الجزار و أنوار الباز, دار الوفاء, الجزء الرابع

ü الأشعرى, أبو الحسن على بن إسماعيل, مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين, مكتبة النهضة المصرية, 1950

ü ____________________, الإبانة عن أصول الديانة, حققه و خرج أحاديثه و علق علبه بشير محمد عيون, رياض: مكتبة المؤيد, 1993

ü البخاري, أبو عبد الله محمد بن إسماعيل, صحيح البخاري

ü ابن الجوزي, مناقب أحمد بن حنبل

ü النيسابوري, أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري, صحيح مسلم, دار طيبة, 1470

ü أبو عيسى محمد بن عيسى, الترمذي, الجامع الكبير, دار الغرب الإسلامي

ü [1] أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري, الإبانة عن أصول الديانة, حققه و خرج أحاديثه و علق علبه بشير محمد عيون, رياض: مكتبة المؤيد, 1993

ü الأصبهاني, أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي, الحجة في بيان المحجة و شرح عقيدة أهل السنة, تحقيق ودراسة محمد بن محمود أبو رحيم, دار الراية, 1990

ü الحميدي, عبد العزيز بن أحمد بن محسن, براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة, دار ابن عفان

ü زركشي, أمل فتح الله, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياهما الكلامية, دار السلام: كونتور فونوروكو, 2006

ü حنبل, أحمد بن,كتاب مسند ابن حنبل, باب المجلد الثاني

ü الخيون, رشيد, معتزلة البصرة و بغداد, لندن: دار الحكمة, الطبعة الأولى, 1997



[1] سورة النجم: 32

[2] ابن منظور, لسان العرب, ج: 1, ص: 129

[3] عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين, المنحة الإلهية في تهذيب شرح الطحاوية, أعده و خرج أحاديثه وعلق عليه عبد الآخر حماد الغينمي, دار الصحابة, 1995, ص: 162

[4] الحافظ ابن حجر العسقلني, فتح الباري, ج: 12, ص: 183-184

[5] نفس المرجع

[6] الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي, الكبائر وتبيين المحارم, مكتبة دار التراث, 1998, ص: 35

[7] الإمام محمد متولى الشعراوي, الكبائر, دار الندوة, ص: 7

[8] نفس المرجع,ص: 12

[9] سورة النساء: 31

[10] الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي, تفسير القران العظيم, مكتبة قرطبة, 2000, ج: 1, ص: 448

[11] الإمام محمد متولى الشعراوي, الكبائر, دار الندوة, ص: 8-10

[12] سورة النساء: 48

[13] سورة المائدة: 72

[14] سورة يوسف: 87

[15] سورة الأعراف: 99

[16] سورة مريم: 32

[17] سورة النساء: 93

[18] سورة النور: 4

[19] سورة البقرة: 275

[20] سورة الأنفال: 16

[21] سورة النساء: 10

[22] سورة الفرقان: 68-69

[23] سورة البقرة: 283

[24] اليمين الغموس هي اليمين الكاذبة التي تهضم بها الحقوق أو التي يقصد بها الفسق أو الخيانة وهي كثيرة من كبائر الإثم. و سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم.

[25] سورة ال عمران: 77

[26] سورة ال عمران: 161

[27] سورة المائدة: 90

[28] سورة المدثر: 41-42

[29] سورة البقرة: 27

[30] انظر كتاب الكبائر وتبيين المحارم للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي, مكتبة دار التراث, 1998

[31] رواه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة, انظر الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي, تفسير القران العظيم, مكتبة قرطبة, 2000, ج: 1, ص: 451

[32] أبو الفتح محمد عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني, الملل و النحل, تحقيق أحمد سيد كيلاني, مكتبة محمد محمود الحلبي: القاهرة, 1977, ج: 1, ص: 114

[33] سورة المائدة: 44

[34] شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني, مجموعة الفتاوى, اعتنى بها و خرج أحاديثها عامر الجزار و أنوار الباز, دار الوفاء, الجزء الرابع, ص: 290

[35] عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين, المنحة الإلهية في تهذيب شرح الطحاوية, أعده و خرج أحاديثه وعلق عليه عبد الآخر حماد الغينمي, دار الصحابة, 1995, ص: 165

[36] أبو الحسن على بن إسماعيل الأشعرى, مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين, مكتبة النهضة المصرية, 1950, ص: 189

[37] عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين, المنحة الإلهية في تهذيب شرح الطحاوية, أعده و خرج أحاديثه وعلق عليه عبد الآخر حماد الغينمي, دار الصحابة, 1995, ص: 165

[38] شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني, مجموعة الفتاوى, اعتنى بها و خرج أحاديثها عامر الجزار و أنوار الباز, دار الوفاء, الجزء الرابع, ص: 290

[39] نفس المرجع, ص: 291

[40] سورة البقرة: 178

[41] سورة النور: 2

[42] سورة المائدة: 38

[43] سورة النور: 4

[44] عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين, المنحة الإلهية في تهذيب شرح الطحاوية, أعده و خرج أحاديثه وعلق عليه عبد الآخر حماد الغينمي, دار الصحابة, 1995, ص: 166

[45] رواه البخاري: 1237, و مسلم: 94, و الترمذي: 2644.

[46] رواه البخاري, كتاب الأذان, باب فضل السجود: 806 , و مسلم, كتاب الإيمان, باب معرفة طريق الرؤية من حديث أبي هريرة: 182. انظر أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري, الإبانة عن أصول الديانة, حققه و خرج أحاديثه و علق علبه بشير محمد عيون, رياض: مكتبة المؤيد, 1993, ص: 40

[47] أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني, الحجة في بيان المحجة و شرح عقيدة أهل السنة, تحقيق ودراسة محمد بن محمود أبو رحيم, دار الراية, 1990, ص: 422

[48] هذاالمعنى موافق مع الآية (قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ) – سورة الأعراف: 111-

[49] عبد العزيز بن أحمد بن محسن الحميدي, براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة, دار ابن عفان, ص: 195

[50] نفس المرجع, ص: 196

[51] أمل فتح الله زركشي, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياهما الكلامية, دار السلام: كونتور فونوروكو, 2006, ص: 111-112

[52] نفس الورجع, ص: 105

[53] أمل فتح الله زركشي, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياهما الكلامية, دار السلام: كونتور فونوروكو, 2006, ص: 106

[54] سورة الأنفال: 2

[55] أحمد بن حنبل,كتاب مسند ابن حنبل, باب المجلد الثاني: 8695, ص: 359

[56] رواه الطبراني. قال الهيشمي: رجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى وهو ثقة

[57] رشيد الخيون, معتزلة البصرة و بغداد, لندن: دار الحكمة, الطبعة الأولى, 1997, ص: 11

[58] أمل فتح الله زركشي, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياهما الكلامية, دار السلام: كونتور فونوروكو, 2006, ص: 119

[59] نفس المرجع, ص: 182-183 / الشهرستني, الملل و النحل,مكتبة محمد محمود الحلبي, تحقيق أحمد سيد كيلاني: القاهرة, 1997, ج: 1, ص: 68

[60] رشيد الخيون, معتزلة البصرة و بغداد, لندن: دار الحكمة, الطبعة الأولى, 1997, ص: 11

[61] رواه البخاري: 2475 من حديث أبي هريرة

[62] سورة البقرة: 277

[63] أبو الحسن على بن إسماعيل الأشعرى, مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين, مكتبة النهضة المصرية, 1950,ج: 1 ص: 304-305

[64] أمل فتح الله زركشي, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياهما الكلامية, دار السلام: كونتور فونوروكو, 2006, ص: 185

[65] أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني, الحجة في بيان المحجة و شرح عقيدة أهل السنة, تحقيق ودراسة محمد بن محمود أبو رحيم, دار الراية, 1990, ص: 280

[66] الآيات التي تذكر عن الحدود كحدود السارق و الزنا والقتلى و غير ذلك, منها: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ." (المائدة: 38), " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ." (النور: 2), " َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌز" (البقرة: 178)

[67] ابن الجوزي, مناقب أحمد بن حنبل, ص: 174 في أمل فتح الله زركشي, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياهما الكلامية, دار السلام: كونتور فونوروكو, 2006, ص: 233

[68] نفس المرجع, ص: 176

[69] سورة النساء: 116

[70] سورة النساء: 116

[71] سورة الزمر: 53

[72] شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني, مجموعة الفتاوى, اعتنى بها و خرج أحاديثها عامر الجزار و أنوار الباز, دار الوفاء, الجزء الرابع, ص: 290

0 komentar: